اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
232332 مشاهدة print word pdf
line-top
أطيط السماء لكثرة ما بها من الملائكة

...............................................................................


ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك قائم أو راكع أو ساجد أي أن هذه السماوات مع سعتها قد ملأها الله تعالى بهؤلاء الملائكة، وأن كل نوع منها ففيه ملك يعبد الله تعالى ذكر أن بعضهم قد خلقه الله لعبادته، فمنهم سجود منذ أن خلقوا حتى تقوم الساعة، وهم سجود يسبحون الله ويكبرونه ويعظمونه، وإذا بعثوا يوم القيامة قالوا: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك غير أنا لم نشرك بك شيئًا.
إذا عرفوا عظمة ربهم سبحانه علموا أن عبادتهم قليلة بالنسبة إلى ما يستحقه عليهم، وهكذا كل العباد الذين من البشر أو من الجن أو من الملائكة كلهم يحتقرون عباداتهم إذا رأوا عظمة الخالق تعالى، ورأوا ما هم فيه من نعم الله تعالى عليهم ومن عظمة ربهم سبحانه وتعالى علموا أن عبادتهم قليلة فيستأذنون ويقولون: ائذن لنا بالسجود يقول: إن هذه الدار يعني: الدار الآخرة ليست دار تكليف فمن عظمة الله تعالى أنه خلق العرش ثم استوى على العرش قال الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .
ذكر الله تعالى الاستواء على العرش في سبعة مواضع من القرآن وذكر في سورة هود قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أي: قبل أن يخلقها أو بعد أن خلقها فعرشه على الماء سمعنا أن ابن عباس سئل : الماء على أي شيء العرش مستو على الماء، والماء أي شيء يمسكه؟ فقال: على متن الريح. أي أن الله خلق هذه الريح القوية وجعل من قدرته أنها تمسك الماء حتى لا يهرب حتى لا يتزعزع وهو قادر على أن يخلق ما يشاء كيف يشاء.

line-bottom